top of page
صورة الكاتبرانيا وليد محسن

هاجروا رغما عنهم

تاريخ التحديث: ١٦ يناير ٢٠٢٢


أجبرت إريان حنا المسيحية ذات الـ(18عام)، ارتداء الحجاب لتخفي الصليب في قلادتها خشية نبذ المجتمع لها، او ابتعاد زميلاتها في المدرسة عن مجالستها او صداقتها.



إريان التي تسكن أحد مناطق العاصمة بغداد، تخشى تهجير من بقي من أسرتها، كما فعل غالبية المسيحيين الذين غادروا البلاد بحثا عن الأمان والسلام.


تخشى الفتاة واسرتها ان يفتضح امر ديانتهم يوما، فالأوضاع الأمنية والسياسية بالنسبة لهم مرعبة ولا يمكن الإتمان على حياتهم في ظلها.

تقول إريان، إن "مواقف عدة أجبرتني على إخفاء هوية الأحوال المدنية خشية معرفة احد بديانتي".




تعد الديانة المسيحية ثاني أكبر الديانات في العراق ومعترفا بها في الدستور، يليهم الصابئة المندائيين والشبك والازيدية والكاكائية والبهائية والزراداشتية.

يعترف المسيحيين بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق، يسمح لهم التعبد بها، ويتوزع أبناؤها على طوائف عدة، ويتحدث نسبة منهم السريانية فيما يتحدث نسبة منهم تتحدث لغة الاقحاح.


ويرى الكثير من المسيحيين ومن بينهم فادي سامي، (٤٠ سنة)، الذي هجر من سهل نينوى الى مدينة دهوك خلال سيطرة تنظيم ما يعرف بداعش عام ٢٠١٤، أن "وجودهم في العراق لم يعد مهدداً فحسب بل أصبحت حياتهم مسألة وقت".

ويقول فادي، إن "تجميل الواقع لا يمكن، ولا إعادة الزمن إلى الوراء بالحديث عن التعايش المتأصل وعن الحقوق الدستورية، فأنا ومثلي آلاف الناس، لن نعود إلى بلداتنا وسنهاجر مع أول فرصة تتاح أمامنا".




وبحسب فادي، أن "المسيحيون العراقيون حريصون على انتماءهم الوطني قبل الديني، في حين لا يكتمون خوفهم على مصيرهم المجهول لا سيّما بعد التهجير الكبير، وعلى الرغم من اتخاذ خطوات عدة لتشجيع عودة النازحين والمهجرين المسيحيين إلى مناطقهم بعد تدمير داعش وإنهاء دولته، وبدء عمليات إعادة الإعمار وتوقيع الرئيس الأميركي على قانون الإغاثة والمساءلة عن الابادة الجماعية في العراق وسوريا بحق الأقليات، والذي بموجبه تُقدَّم المساعدات الإنسانية ومساعدات الاستقرار والانتعاش للأقليات في البلدين، إلا أن خيار الهجرة ما زال يتصدر جملة الهواجس التي تلف مخيلة المسيحيين".



ويعزو المسيحيون ذلك إلى عوامل عدة منها، غياب الثقة بالحكومات، واستمرار الصراع بين حكومتي اربيل وبغداد حول المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها سهل نينوى حيث تنتشر البلدات المسيحية، إلى جانب عوامل جذب خارجية .

وشهدت مدينة الدورة احدى مناطق العاصمة بغداد، التي يقطنها اكثر من 150 الف مسيحي، اغلاق الكنائس منذ العام 2007، ولم يبق منهم اليوم اكثر من الف مواطن.


ويقول مسؤول العلاقات في منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، وليم وردا، إن "جملة أسباب تعطل عمليات عودة المسيحيين إلى بلدات سهل نينوى والموصل بعد أكثر من سنتين على تحريرها، حيث تعرض العائدون لصدمتين، الأولى حجم الدمار الحاصل، والثانية ضعف جهود إعادة الإعمار عكس التهويل الإعلامي والتعهدات الحكومية".



وتشير بيانات تقديرية لمنظمات وأحزاب مسيحية، إلى أن نسبة العائدين بعد استعادة المنطقة في 2017، لا تتجاوز الـ50 بالمئة كمعدل عام، فقضاء الحمدانية (32 كم جنوب شرقي الموصل)، كان يقطنه نحو 67 ألف مسيحي، يتوزع 50 ألفاً منهم في قره قوش (بغديدا) وهي مركز القضاء وأكبر مستوطنة مسيحية في منطقة سهل نينوى، لم يعد إليها سوى 65 في المئة، اما في مركز مدينة الموصل، كان يقدر عدد المسيحيين بأكثر من 40 ألف نسمة قبل عام 2003، ليصل عددهم إلى 40 شخصاً.

منتدى الاعلاميات العراقيات/بغداد/رانيا وليد محسن



٣٢ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page