top of page
شكران الفتلاوي

التمكين الاقتصادي للنساء في العراق تحدٍ للعنف الموجه على أساس النوع الاجتماعي

تاريخ التحديث: ١٧ يناير ٢٠٢٢

لم تتوان المواطنة عواطف محمد، (٤٠ سنة)، في البحث عن فرصة عمل تمكنها من تامين متطلبات أبنائها الأربعة، بعد وفاة زوجها جراء اصابته بمرض عضال، استثمرت الام وقتها بالعمل على خياطة الفساتين النسائية بمنزلها، حتى ذاع صيتها بين من يبحثن عن الموديلات الفاتنة التي تجيدها بشكل محترف.


وتقول عواطف، إنني "لم أسمح لليأس بالتمكن مني، لم الجأ الى احد من أهلي او اقاربي لطلب المساعدة، رسمت ملامح حياتي واسرتي بنفسي، ليفخر ابنائي بقصة النجاح التي نحيا بها كل يوم ونستذكر تفاصيل ما مر بنا من تحديات ساندنا بعضنا لنتخطاها".


نزلت المرأة عالميا الى سوق العمل في ستينيات القرن الماضي، ضمن حملة للحد من فوارق الجندر ومساواتها مع الرجل، ضمانا لحقها في الاستقلال المادي، وسعيا منها لتوفير مستوى معيشي مرفه لها ولأسرتها. اما في العراق وغالبية دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبسبب تركيبة المجتمعات الذكورية تعمل المرأة غير الموظفة، في مهن محددة كالخياطة وصالونات الحلاقة النسائية، وتسجل الإحصاءات الرسمية زيادة في حالات العنف الاسري الموجه ضد المرأة، لتبحث النساء عن العمل في وظائف كانت حكرا على الرجال، لتتمكن من ضمان مورد مالي يغنيها عن الاتكال على الرجل في الانفاق واعالة الاسرة. وفي المقابل كانت النتيجة جيدة للنساء العاملات في خفض حالات التعنيف التي يتعرضن لها، لتعاني المرأة غير العاملة من العنف الاسري.



التحرش اللفظي او الجنسي الذي قد تتعرض له المرأة العاملة في الوظائف والمهن وارد، ولكن اذا ما كانت المرأة تدير عملا خاصا بها تكون الظاهرة اقل حدة وانتشارا حتى في المجتمعات الشرقية، لذا فالاستقلالية في العمل مطلوبة للمرأة كزيادة في الضمان من التحرش والعنف الاسري، كما تصف الناشطة نجية الساعدي.


فيما يرى الخبير الاقتصادي، حسين التميمي، أن "تفعيل دورة المرأة في الحياة العملية، يتطلب اعادة نظر جذرية في السياسات التنموية بالشكل الذي يحقق التوازن في فرص العمل بين الرجال والنساء، وان تكون المرأة مساهمة فاعلة في العمل ومنتجة ونوعية وحقيقية"، ويشير الى، أن "واقع الحال الذي نعيشه يفرض حتمية ان تكون هناك سياسات داعمة وراعية لوضع المرأة لتساهم بجدية في التنمية والاعمار والاستثمار والاحاطة بكل ما يتعلق بأوضاع المرأة باختلاف البيئة الاجتماعية لها سواء كانت في الارياف او مراكز المدن خاصة وانها المنظم الاول لاقتصاد الأسرة".




٨٢ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page